الجمعة، 27 مارس 2009

طيبولوجيا المذاهب الإسلامية

اخترتُ عن قصْد سبلة السياسة على السبلة الدينية رغم وشائج المقال مع هذه الأخيرة، نأياً بالموضوع عن التفكير الديني رغم مشاركة المفاهيم الدينية في جميع الظواهر السوسيوثقافية في العالم الإسلامي، بسبب أنه ما يزال يعيش في مرحلة -ماقبل الرأسمالية(أعني تأسُّس المجتمع وانبناء شبكة علاقاته على أسس اقتصادية متينة واضحة). فالعالم الإسلامي يمتاز عن العالم بكون الرموز الثقافية والدينية والإثنية أقوى من قوى الإنتاج ومن الاقتصاد المتين في تأسيس علاقاته الاجتماعية وأنظمته السياسية.لا شكّ أننا جميعا إخوة بالاعتبار الإنساني، وبيننا -مسلمين- روابط يضعفها ما جعلناه تاريخيا أساسيا وما هو بأساسي في المنظومة الدينية. ولكن ليس عن هذا نتحدث.[ملاحظة: ينطلق كاتب هذه السطور من كونه مسلما زيديا، ولذلك فهو يعتذر إلى الإخوة ذوي الانتماءات المغايرة إذا هو وصف بعض الرموز السيميائية في منظومتهم التراثية بتوصيف يغاير استخدامهم اللغوي. فالكائن الذي يفعل الخوارق هو إله في منظومتي العقلية، قد تسميه أنت إماماً أو مبيناً! والملاحظة الأخرى أني من المنتصرين لثقافة العين العلمية-ما بعد غاليلو، وبالتالي ممن يقفون ضد ثقافة الأذن العمياء ، وضدّ اللامعقول. ولكني لست ضد الأشخاص الذين ورثوا مذهباً أو ديناً فيه نسبة كبيرة من اللامعقول .]ولما كانت الطائفية قد عادت من جديد إلى الأمة الإسلامية بسبب الثورة الخمينية، ذلكم أن المذهب الإيراني كان دائما السبب الرئيس في تخندق الأمة لمواجهته.وقد جاء هذه المرة بنظام سياسي يوظف ترسانة لغوية إيرانية هرمسية هائلة. وبرغم أن آلهة هذا المذهب عرب قرشيون من أسرة النبي[باستثناء إله الخير المجوسي القديم الذي عاد تحت مسمى صاحب الزمان أو قائم آل محمد رغم عدم وجوده تاريخيا فهو يلعب دورا في فتح نفق أمام كل شخصية تريد تعبئة الجماهير عبر هذا المسمار] فإنّ الأمة الفارسية تسعى من خلال ذلك إلى التغلغل في الأمة عبر سيمييولوجيا هذه الأسماء العربية، منتقية من التاريخ الإسلامي ما ينفخ الروح في تصورها الهرمسي للتاريخ .
كان علم تصنيف الفرق جزءاً من علم الكلام وكان يقوم على معلومات ناقصة متهافتة. فقد انطفأت الشعلة الإنسانية الرائعة في حدود المئة الخامسة للهجرة بزوال الأدباء الكبار كأبي العلاء المعري وأبي حيان التوحيدي وبديع الزمان الهمداني الذين كانوا خلائف المعتزلة العظام في أيام العرب الشرفاء بني العباس الكرام.ويمتاز عصرنا هذا -عصر الموبايل والانترنت والفضائيات بأنه العصر الذي يشهد أعظم عملية تغير اجتماعي في التاريخ، لأنه عصر تواصل البشر مع بعضهم وتبادل خبراتهم. وفي عالمنا الإسلامي كما في غيره من العوالم ستنتصر التيارات الفكرية الأكثر إنسانية. وستضمحل مصطلحات مثل (روافض-نواصب-خوارج-حشوية-تأويلي -تكفيري-وهابي) لعدم قدرتها على التوصيف. ولكن لأننا في عصر يشهد أيضاً فشل أنظمة التعليم في العالم الإسلامي- فما زالت انظمة التعليم الشفاهي القديم تصنع نسبة غير قليلة من قياديي المجتمع وتشكل لهم تصورهم وعواطفهم وبالتالي مواقفهم. فالفضائيات الشيعية تخرج لنا في احتفالاتهم الدينية التي يسمونها لطميات بعض الأفكار التي تعكس برمجة المؤسسة التعليمية التقليدية عند الشيعة لأتباعها على كره الأمة، وإليكم بعض النماذج:قناة الزهراء البحرينية قناة طائفية بامتياز تخرج منشداً عراقياً:-و ويا المهدي الكم يالنواصب يوم! [يعكس إسقاطات شفاهية خلقها بعض الإيرانيين لوصف إلههم صاحب الزمان بأنه سوف يقتل العرب]-يا زهراء يا أمنا ليش قبرج مو يمنا![إذا حللنا (نا) في قوله أمنا فهو يقصد الشيعة، وإذا قال البحريني ليش قبرج مو يمنا فإن قبر الزهراء في المدينة يستطيع أن يزوره البحريني بهويته لأنه من دول مجلس التعاون، ولكن هذه القناة تريد أن تحتل الدولة الفارسية أرض الحرمين ليصبح قبر الزهراء يمهم!!]-في ذكرى تفجير مرقد الحسن العسكري والقبة المفترضة لصاحب الزمان[الإله الفارسي المختلق ] كانت تخرج لنا قناة الزهراء (سامراء في قلوبنا) رغم أن العالم كله يعرف ردة الفعل الغوغائية التي قام بها شيعة العراق بقتل الأبرياء بسبب مظنة أن يكون مفجرو القبة سنة! هنا نتساءل أكلما فجر قبر قتلنا آلاف الأبرياء؟ كان خطباء الجمعة يقولون حرمة المسلم أكبر من حرمة الكعبة، ودهاقين دين الفرس لم يستنكروا قتل آلاف المسلمين بسبب تفجير قبة شخصية غير موجودة، [ومن وجهة نظر شيعية هناك أكثر من قول في توصيفها]! فما يزال الوقت لم يحن للتصنيف الحقيقي للعالم الإسلامي بحسسب الخلفيات السوسيوثقافية ، والانتماء المذهبي، فعلى حين لا يشك في كون السنة أغلبية المسلمين وأن الشيعة الإمامية ثاني أكبر الفرق لأنها ورثت الإسماعيلية التي كانت أكثر منها في القرن الخامس الهجري، فإننا نحتاج معلومات دقيقة لعدد العلويين في تركية. وعلى أي أساس يتم تصنيف الفرق، لا شكّ أن المذهب الذي يتأسس على الابتعاد عن الأمة، (الاستقلال بنفسه) هو مذهب الشيعة الإمامية ثم الإسماعيلية والعلويين من بعدهم. إن وجود هذه المذاهب يقوم على امتلاكها لتصور خاص للتاريخ ، ولثقافة شفاهية تصطدم مع ثوابت الأمة. وأمام مثقفيها خياران: تضخيم ما ينأى بهم عن الأمة كما تفعل فضائياتهم التي تهنئ صاحب الزمان بمناسباتهم المستعصية على الحصر،[وهم يحتفلون بكل شيء حتى إنهم يختلقون مناسبات، ويضعون تواريخ مغايرة لتدوين الأمة ليحققوا استقلالا متخيلاً، إلا أنهم لا يحتفلون بذكرى دخول شعب إيران في الإسلام وإنقاذ الله تعالى له من المجوسية لأنّ هذه الذكرى تثير مواجع الفتح العربي وطرده للفرس من التاريخ] أو تقوية الأواصر مع الأمة.لاحظ أخي القارئ منذ قيام الدولة العراقية عام 1920 والحكم سني لم يقتل ولا شيعي واحد بسبب مذهبه! وحين ولي الشيعة الأمر تحت رعاية الأمريكيين قتل الآلاف بسبب كونهم غير شيعة!أنا شخصيا أنتمي إلى تيار كان يصنف في التيارات الشيعية وهو (الزيدية)، وتصنيفنا بأننا شيعة كان يصح في القرون الأولى. أما بعد قيام القرمطية والإسماعيلية ثم ذوبانها في الإمامية، وبعد استخدام الفلسفة المشرقية للتراث الفارسي واختراق التشيع من قبل اللامعقول الهرمسي وخرافة صاحب الزمان فقد صرنا نشعر من قرارة أنفسنا بأننا جزء من الأمة، لا من الشيعة. فلم يعد يجمعنا معهم إلا عواطف حب آل البيت ومشاعر شجب مظلومية الحسين رضي الله عنه.وأما في الفقه فنحن أقرب إلى الشافعية منا إلى مذهب العجم.وأقولها بصراحة لولا وجود التيار الحنبلي المتشدد في بدو نجد(الوهابية) الذين يعتبرون أنفسهم أوصياء على الأمة، لما كان هناك من فرق بين الزيدية وبين الأمة.لقد جاء المفكر المغربي محمد الجابري بنظرية تصنيفية رائعة لنظم المعرفة في الثقافة العربية (البيان،والعرفان، والبرهان) حيث تداخلت هذه النظم فيما بينها تداخلاً عجيباً ، لكن كان حظ العرفان في الشيعة الإمامية ثم في الصوفية وحظ البيان عند الأمة أو أهل السنة أو الدين العربي ، وحظ البرهان المعتمد على منطق ارسطو بين الفلاسفة العرب وتيار ابن حزم من علماء المغرب.ثم صفا المطاف إلى توظيف البيان والبرهان من قبل الشيعة والسنة لصالح ثوابتهم الميتافيزيقية التي (ما أنزل الله بها من سلطان) بل هي عبارة عن قرارات اتخذها أسلافهم. فمثلاً :
-القرآن غير مخلوق، قرار سني نسبوه إلى أحمد بن حنبل لأنه امتنع أن يقول مخلوقاً، فسروا الامتناع بالقول بالنقيض.
-الصحابة كلهم عدول، قرار سني لا حقيقة تاريخية لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال لخالد بن الوليد لا تسبوا أصحابي، لكن السنة قد قرروا أن يأخذوا بتعريف المحدثين من أجل الرواية بأن الصحابي كل من رأى النبي ولو ساعة وأـسلم ومات على الإسلام.
لقد أتعبوا الانترنت بدفاعهم عن قراراتهم التي ما أنزل الله بها من سلطان.
ومن قرارات المذهب الشيعي الإمامي
-أن الإمام كالنبي إلا أنه لا يوحى إليه،
- وأن محمدا قد أوصى لعلي رغم أن الأمة لم تسمعه.
لكن الشعب الفارسي الذي لم يكن حاضراً قد اتهم الشعب العربي الحاضر بالخيانة، فليت شعري هل يوجد شيعي عاقل يسأل نفسه هل نصدق الحاضرين الذين لم يسمعوه أوصى، أم نصدق ناساً جاءوا بعده بمئة سنة فافترضوا الوصاية؟!
-ومن قراراتهم اللاتاريخية فهمهم لقول منسوب الى النبي (من مات لا يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية) وهذا مما يصدر مثله عن النبي ، لأن المسلم مطالب بمعرفة الخليفة ليجاهد خلف رايته ، ولكن الفرس لأنهم لا يعترفون بالخلفاء العرب قاموا بخلق إله غائب أسموه صاحب الزمان ،ورغم أن الملايين في عصره لا يعرفون عنه شيئاً فإنّ دهاقين دين الفرس يُكفرون من لا يؤمن به!ونحن كشيعة زيدية نقول لهم (الله الله يا زعلان خف علينا شوية!)فالتصنيف الحديث للفرق يجب أن يكون كالآتي
كل من يفترض وجود كائن ميتافيزيقي يتصل بالعالم الآخر غير النبي فقد انفصل عن الأمة،
وعليه- يشمل مذهب الأمة (السنة- الزيدية-الإباضية) -المذاهب المستقلة عن الأمة(الشيعة الإمامية-الشيعة الإسماعيلية-العلويون ، ، وأقليات مشابهة). هنا يطرح تساؤل هل يمكن التقريب بين المذاهب؟الجواب لا بد أولا من التقريب بين مذاهب الأمة(أن تكف الوهابية من غلوائها في الرد على الأشعرية والزيدية والإباضية) لأن هؤلاء جميعاً ليس لديهم كيانات خارقة أو إلهية أو صاحب زمان.فالتقريب بين السنة والشيعة يختزل فكر الأمة في أكبر تيارين،و رغم أن الزيدية تمثل الوسط إلا أنها مستبعدة!!
يوجد فرق بين الفكر وبين القوى المروجة للأفكار.
تعيش الدعوة السلفية أو الوهابية في حالة خمول لأن القائمين عليها قد استبدلوا بالقوة الدينية قوة الرمز العشائري ، في كيان الدولة، وهكذا فأن تكون من قبيلة نجدية معروفة للأسرة الحاكمة خير من أن تكون محدثا أو فقيها، بل إن التدين قد صار ينحسر في الطوائف الاجتماعية الضعيفة كالسود والوافدين.إذن قد كانت أمة محمد أمة واحدة ولكنها اليوم طوائف وفرق، وقاعدتنا التصنيفية لها تقوم على تقدير نسبة اللامعقول في كياناتها.يمثل السنة أكبر فرق مذهب الأمة ، ويشكل الشيعة الإمامية أكبر الفرق التي استقلت عن الأمة، وليس بغريب أن تكون حوزات المذهب فارسية لأن اللغة الفارسية شفرة حقيقية داخل المذهب الشيعي.سؤال أخير في هذه الإطلالة:ما الفرق بين المذهب والدين؟سؤال ليس سهلا الإجابة عليه، ولذلك أسميت في مقال سابق كلا من التيارين بالإسلام آ والإسلام ب ،لأن لدى كل منهما برامج ومناهج وستراتيجيات لرفض الآخر.سينتصر التيار الفكري الأكثر إنسانية وهناك أمور حبذا أن تمتلك المؤسسات الثقافية في الأمة الشجاعة لمناقشتها في ندوات تبتعد عن الشعرية والخيال والسرطان الأخلاقي غير المبرر.
-الجانب الإنساني في التشيع
-التواصل بعد الثورة الإيرانية، هل زاد أم قل؟ في عقد الثمانينات فقط.
-فائدة الشبكة والقفزة التواصلية في تعريف المسلمين ببعضهم؟
-بوصفك شيعياً هل أنت مستعد للتنازل عن فكرة صاحب الزمان؟
-ندوات تويف المشترك وأهميته بين الكيانات المذهبية؟
-القاديانية مسلمون لديهم نبي حقيقي، والشيعة مسلمون لديهم إمام يعدونه حقيقيا وينسبون له قدرات إلهية؟
-الصحابة هل هم جيل أم مفهوم تاريخي؟
-الثقافة الشفاهية وقدرة التدوين على حفظها؟
-الفرق بين التدين وبين التفكير الديني؟
-التدين إيجابي والتفكير دينيا سلبي؟
-المثقف حيادي ازاء التاريخ؟الحقيقة التاريخية لا يوصل اليها بالمنطق!
-الشيعة ومنطق أرسطو، لماذا أقلع عنه العالم منذ 150 سنة وما زال الشيعة متمسكين به؟
-المنطق الأرسطوي يثبت ما تريد إثباته
-ثقافة العين وثقافة الأذن!
-كيف نغربل ما روته الأذن العمياء بمقاييس العين المبصرة؟
-هل يمكن الفصل لدى الشيعي المعاصر بين التشيع وبين نظرية الإمامة؟
-الأمة تقبل التشيع ولكنها لا تقبل نظرية الإمامة!
-التشيع عربي ونظرية الإمامة هرمسية فارسية[هذا هو سبب الخلط بين الشيعة والفرس، فالتشيع في أصل نشأته عربي صرف لكن تشكلت نظرية الإمامة من إسقاطات هرمسية وفارسية]
وصلى الله على سيدنا محمد
ردود على اعتراضات


اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة أمة في رجل

والخلاصة ويش ؟أرى محاولة لإبعاد الشيعة الامامية عن الخط الاسلامي ومحاولة تصنيفها على انها تيار انفصل عن الأمة الاسلامية , عزيزي دعنا من هرمسياتك التي ما زلت تنادي بها من أيام (سبلة العرب) تحت اسم (ابن اليماني)اسألك بالله عليك , إلى ماذا تريد الوصول إليه ؟اذا كنت تعطي مقالك بعدا ثقافيا لإخراج الشيعة الامامية من الحظيرة الاسلامية , فإن المسلمين (المعتدلين) يمتلكون رؤية فقهية وعقدية تثبت ان الشيعة الامامية هو من المسلمين ..خاطبتك بصفتي إماميا ..وأرجو أن لا تخلط الحابل بالنابل ..الأخ (أمة في رجل) مرحبا بكوشكراً على استيضاحكموضوع علم الكلام موضوع حساس، وموضوع الكلام على الفرق والمذاهب مملوء بالألغام، ولكنك استحلفتني بالله وأنا أصدُقك القولقال فولتير في ضرورة تعميم التعليم الفلسفي والتحليل، إنه بدون تعميم التعليم الفلسفي سيعم التعليم التصنيفي التقليدي المؤدي إلى إساءات الفهوم وسوء التواصل، ومن ثم الاقتتال والحروب الأهلية. -أنا اقتنعت بقول فولتير وهذا ما أسعى إليه، أنْ نصنف الأفكار بموضوعية وحيادية، متسلحين بما نستطيع من ثقافة العين العلمية [(مصدرها كتابات الموسوعيين الكبار : معالم تاريخ الإنسانية لـ هـ جـ ويلز، تاريخ البشرية لأرنولد توينبي[أصله الإنكليزي البشرية والأرض الأم]، وتاريخ الفلسفة الغربية لبرتراند رسل، وحكمة الغرب له أيضاً، بمساعدة أطلس التاريخ وأطلس الحضارات ودوائر المعارف)]- استقلال الشيعة عن الأمة عبارة أخذتها من مؤرخين كبار كارل بروكلمان وفؤاد سزكين (لقد انفصل الشيعة عن الأمة منذ القرن الثالث)هذا الحكم لا يحمل قيمة ضد الشيعة، فأنت ترى تعاليم الحسينيات والمساجد تؤكد على ما يميز الشيعي عن الأمة، الولاية للإمامة والإمامة نظرية لا تخفى عليك تختزل أحيانا في صاحب الزمان.لو قرأت برتراند رسل لوجدته يقول إن الأرض الأم سبب في وجود الإلهة الأنثى، وهي نفسها عشتار وأرتميس وأثينا ومريم العذراء ، ونحن نضيف فاطمة الزهراء،فلا علاقة كبيرة أو واضحة بين مريم التاريخية وبين أم الله لدى المسيحيين، ولا بين فاطمة بنت محمد وبين الزهراء وقد أعيد خلقها من قبل الشيعة الإمامية.لقد أضفيت عليها صفات إلهية خارقة.-أرجو أن تلاحظ أنني أحاول صبغ الأفكار لنصل إلى توصيف دقيق. وقد صرحت لك بانتصاري للعقلانية.أنا ضد تكفير الشيعة ، ولذلك أدعو إلى تسمية الإسلام آ ، والإسلام ب، وهكذا فلا شك أن التصور الذي يمدنا به الدين الإيراني القائم على نظرية الإمامة، يختلف عن تصور دين العرب الخالي تماماً من ترسانة مصطلحات (إمام، ولاية، صاحب زمان، وصية، خيانة، كسر ضلع، خيانة، ،، الخ)نحن نعيش عصراً جديداً كل الجدة لم تعد تجدي معه المجاملات ، والنفاق، بل لا بد من نشر الأفكار بأعلى قدر من الموضوعية، ما جرى في العراق يجب أن لا يتكرر، ومشاعر الكره التي يبثها رجال الدين الشيعي والسني يجب أن نبددها نحن المثقفين، ولا يمكن تبديدها بدون الوصول إلى قاعدة عقلية مشتركة، من ثقافة العين العالمية العلمية.لماذا نصدق الأذن العمياء. كلما أراد خطيب شيعي أن ينفس عن عواطفه تجاه تيار مخالف انتقى من ترسانة الأقوال في التراث الأذني ما يوافقه.إن في التراث الإسلامي ما تستطيع أن تبني منه ألف دين مستقل عن بعضه!ومن أقول فولتير أيضاً : إذا صدقنا الخرافات فسوف نرتكب فظائع.لقد قتل الكثير من الأبرياء باسم التصورات الخاطئة للمتدينين الكسالى.أرجو أن أكون أوضحت بعض النقاط مع اعتزازي بمروركم ابن اليماني

رد آخر


[أرسل أصلا بواسطة البلوشي2008ـشيعي إمامي معتدل يكتب في سبلة عمان
سبحان الله ! قبل عدة أيام فقط تذكرت أبن اليماني الذي كان يكتب في سبلة العرب سابقا وبنفس هذه الأفكار يطرح موضوعا ثم يختفي الى درجة أن المشرف طالبة مرة بضرورة التفاعل مع الردود وأذكرأني سألته مرة أن كان ينتمي الى مذهب الشيعه الزيديه ولكنه لم يجب وها هو يظهر مرة أخرى بشحمه ولحمه وبنفس المواضيع وأنا شخصيا أعتقد أن الرجل ليس من الزيديه رغم أنه هنا يقول أنه من الزيديه وعلى حد علمي فأنه لا توجد زيديه في عمان والشيعة هنا كلهم على مذهب الجعفريه الأثني عشريه وربما يكون قد أعتنق مذهب الزيديه ولم يقل لنا في أي فرع هو ينتمي من هذا المذهب هل هو من الهادويه أم المؤيديه أم الذين يرجعون في الفقه الى الامام أبي حنيفه ؟؟؟ عموما ابن اليماني في مداخلته القصيرة طرح تساؤلات قد لا يكفي مجلد كامل في الأجابة عليها وهو ينتقل من فكرة الى أخرى ويقفز من سؤال الى سؤال أخر بحيث يصعب على المتابع أجابته بسهوله عموما لست معنيا هنا بالدفاع عن الشيعه أو غيرهم ولكني أعتقد أن أحتجاج أبن اليماني بكتب المفكرالمغربي محمد عابد الجابري مردود عليه بكتب أقوى ردت على الجابري حول هرمسية العقائد الشيعيه مثل المفكر العملاق " جورج طرابيشي " في رائعته الشهيره " نقد نقد العقل العربي " في أربعة أجزاء وكشف فيه عن تناقضات الجابري وتهافت كشوفاته المعرفيه سواء حول الشيعه أو أخوان الصفاء .وأتمنى من الأخ أبن اليماني في المستقبل أن يطرح أفكاره بشكل واضح دون القفز هنا وهناك سواءحول المذاهب الأسلاميه أو الموضوعات الأخرى .]

الأخ البلوشي سعدت بتذكرك إياي مما يدل على أواصر المحبة والتثاقف الذي تركته سبلة العرب طيبة الذكر، ومن خلالها اكتسبت أصدقاء وإخوة من الشعب العماني الطيب.وبشأن المذهب فبيدك حق فإن المثقف لا يُصنف بسهولة، ولكن كوني زيديا هو ما كنت أقوله مرارا من قبل .وأما وضوح الأفكار وترك الأسلوب الجاحظي الاستطرادي فهو أمر أعدك أن أحاوله، رغم صعوبة العرض إذا كان المعروض واسعاً جداً.وأنت تعرف أن التراث الإسلامي ممتلئ بالملفات المغلقة منذ ألف سنة وعلينا أن نسارع بفتحها، ومحاولة اكتشاف سياقاتها الفعلية.يشرفني مروركم أخوك ابن اليماني

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أرسلت بواسطة مصلاوي عضو جديد
ماشا الله أخي ظل ابن اليماني ماشالله عليك تفريقك بين التشيع وبين نظرية الإمامة فتح فتحه الله عليك. هو فعلاً مفتاح فهم المذهب الإيراني.وقولك التشيع عربي لكن نظرية الإمامة فارسية كلام من ذهب حيث أننا فعلاً ما عندنا مشكلة مع التشيع، مشكلتنا مع نظرية الإمامة التي يخضعون كل النصوص لها، ، وكل السيرة النبوية!بل يقتطعون جملة من داخل نص لكي يحتجوا بها. ويلبسون الكلمات غير معناها اللغوي نشكر سبلة عمان على مثل هذا الحوار العلمي-لا يوجد نظيره في غيرها

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أرسل أصلا بواسطة ظل ابن اليماني
شكراً على المرورأتمنى بروز تيار داخل الإمامية كما قال الأخ البلوشي ، يفصل بين التشيع وبين نظرية الإمامة. لكنا جميعاً معه، ولكن -على حدّ علمي- يوجد أفراد فقط.ثمة أمران يُسهّل أحدهما نشوء هذا التيار ويُصعبه الآخر.ما يُسهله هو ثورة الاتصال الكبرى فبمجرد إنشاء موقع مدعوم وثبات على المبدأ ووضوح في عرض الأفكار ينشأ التيارالإصلاحي المنتظر ليحل محل فكرة صاحب الزمان الفارسية.وما يُصعبه هو ما يسميه محمد أركون أيديولوجيا الكفاح، حيث يعيش الشيعة في حالة توتر وخوف على منجزاتهم، فكمااستطاعت نظرية الإمامة أن تشلّ عقله بأنها تمثل خلاصه، ولا يستطيع الفكاك منها لأنها (ثغرة في عالم الغيب والميافيزيقا)استطاعت الثورة الخمينية -تقريباً- إقناع القسم الأكبر من الشيعة بكونها تمثلهم.صحّ معه ما قرأته ذات يوم في (الموسوعة الفلسفية المختصرة) أن أخطر الأفكار تلك التي يتبناها مذهب المؤلهة لأنها مؤطرة بالدوار الميتافيزيقي.حيث يمكن نسبة جميع أحداث الواقع إلى تصرف كائن متخيل(صاحب زمانهم مثلاً) أو إلى تدخل مباشر للعناية الإلهية. وهكذا يبررون اغتيال العقل بالدوران في حلقة مفرغة.كنت متأكدا أن حماقة صدام بقرار اجتياح الكويت دون ستراتيجية ستودي به في نهاية الأمر، لكني كنت متأكدا أن ان مخرّفي الإمامية بدلا من أن يحللوا علميا قرار صدام المتهور سينسبون مجريات الواقع إلى ما يختزنه مخهم من فيروسات ميتافيزيقية ، فيدّعون بكل تبجح أن أحد آلهتهم قد فعل شيئا ما وأن هذا "دليل" قاطع على صحة "مذهبهم".أخبرني ذات يوم إمامي من الأحواز أنهم يذكرون أسماء أئمتهم الـ12 عند دفن موتاهم ، وقال لماذا نفعل ذلك؟فأجبته إنهم يفعلون ذلك من أجل الأحياء الحاضرين لترسيخ إيمانهم بفكرة الإمامة كما تخيلها الفرس ، فهذه إحدى ستراتيجياتهم، ومن ستراتيجياتهم الجديدة التي عرضتها بعض قنواتهم أنهم يقومون عند ذكر (صاحب الزمان الإمام الحجة قائم آل محمد الثاني عشر) ، وذلك لكي يبرمجوا أتباعهم على الإيمان بهذه الفرضية. حتى إن أحد الحاضرين قال (شوفوا منوا يقدر ما يقوم؟)!التشيع ونظرية الإمامة شيئان مختلفان امتزجا في المذهب الإيراني، والذي نأى بهم عن الأمة ليس التشيع ، فنحن الزيدية شيعة، ولكن (نظرية الإمامة)، وكلها إسقاطات من التراث الفارسي.
العجيب أن أي مسلم تقول له هذا السلوك لم يفعله الرسول ولا صحابته يكف عنه، إلا هؤلاء تقول له مثلا هل كان الإمام علياً أو أحد أبنائه أو الأئمة يؤذن له (أشهد أن عليا ولي الله!) فيقول : لا. فلماذا إذن تفعلون ذلك!؟ الطريق طويل أمام أي مصلح لكن تقصره الثورة الاتصالية الكبرى. وإن كان برتراند رسل يجعلنا نيأس حيث قال في كتابه الفوز بالسعادة(إنّ سهولة النشر ليست نعمة بحد ذاتها، لأنّ الزيف يمكن نشره بنفس القدر من السهولةالذي تنشر بهالحقيقة..فلا بد من قيام ضمائر حية على عملية النشر) أي لا بد من إصلاح الفكر أولاً.وكيف نصلح الفكر ونحن نعيش غياب العلم التجريبي في العالم الإسلامي، واستخدام التيارات الدينية المنغلقة لوسائل الاتصال لبث خرافاتها؟!؟وسعي السلطات إلى غلق المعنى بدعم أساطير سياساتها المنسجمة مع الدين التقليدي؟كل تلك الأمور يواجهها المصلحون مهما كان انتماؤهم ، لا نخصّ بذلك المنتمين إلى التراث الإمامي ، ولكنهم أول المعنيين.
رد البلوشي2008-منتمي الى التراث الشيعي معتدل
المشكله يا صديقي أن هناك قسما كبيرا من المؤلفات القديمه كانت تعتبر سابقا من تراث الغلاة وكانت محبوسة الأدراج عند بعض الأفراد هنا وهناك ولا يعلم بها أحد الى أن قام محمد باقر المجلسي بجمع هذه المؤلفات القديمه في موسوعته الكبرى " بحار الأنوار " مع العلم وللأمانه فأن الرجل لم يقل بصحة جميع هذه الروايات ولكن من جاء بعده أعتمدوا قسما كبيرا منها وأنتقلت هذه الكتب الى أعداءالشيعه وأصبحت سلاحا بيدهم ضد الشيعه كما أن قسما كبيرا من تراث الغلاة أعيد أليه الأعتبار مرةأخرى وأصبحت تطبع من جديد تحت شعار " تراث أهل البيت " وكلها غلو في غلو مثل كتاب " الأستغاثه " لعلي بن محمد الكوفي الذي ذمه رجال الشيعة الأوائل وأعتبروا كتبه من الغلاة ولا أدري السر في طباعة كتابه من جديد الا مزيد من الشقاق بين المسلمين ومثل كتاب " خطبة البيان " المدسوسة على علي بن أبي طالب وأيضا قصة " حلال المشاكل " الخرافية وقصة " الجزيرة الخضراء " الأكثر خرافيه وغيرها وهذه الكتب - وللأسف الشديد - أنتشرت وأشتهرت بين العامة والملالي الصغار .ان المطلوب اليوم هو مراجعة تراث الغلو والتكفير ليس المرتبطة بالشيعة فقط بل كل المذاهب الاسلاميه وتنقية الدين من هذه الخرافات سواء التي حدثت تحت عنوان الأمامه أو أي عناوين طائفيه أخرى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق